الدرس الثالث - الفقرة

الفقرة
تعريف الفقرة
الفقرة هي مجموعة من الجمل المترابطة والمتسلسلة، التي تتناول فكرة رئيسة واحدة أو معنى من المعاني، أو هي مجموعة جمل مترابطة تعبر عن موضوع واحد، أو جزء منه، أو تكون جزءًا من مقالة تتكون من عدة فقرات، أو جزءًا من بحث أو كتاب.
ينبغي لكاتب الفقرة أن يحسن اختيار المفردات اللغوية الصحيحة، ويكتبها كتابة سليمة خاصة من جهة الإملاء؛ لأن المفردة هي الوحدة الصغرى في كتابة الفقرة. يتلو اختيار اللفظة الصحيحة أن تكون الجملة سليمة في نحوها وتركيبها، ومعناها، لتتكون من خلال ترابط هذه الجمل وتسلسلها لفظًا ومعنى الفكرة الواحدة التي تشكل بدورها الفقرة الواحدة.

شكل الفقرة :
إن إخراج الفقرة عمل لا يقل أهمية عن مضمونها، فهو الإطار الذي تقدم الفكرة من خلاله، فاستخدام علامات الترقيم أمرأساسي يكسب اللغة المكتوبة حيا ة، وحركة وينقلها إلى مستوى من التعبير أكثر تأثيرًا في الجمهور، وتكون بداية الفقرة بترك مسافة كلمتين أول السطر، وتوضع نقطة عند انتهاء الفقرة، ويترك بين كل فقرتين فراغ أوسع قليلًا من الفراغ المتروك بين السطرين في الف قرة الواحدة، وذلك حتى تظهر الفقرة مستقلة بذاتها تمام الاستقلال، (وضبط سطور الفقرة يقتضي بأن يقع الحرف الأخير من السطر الثاني أسفل الحرف الأخير من السطر الأول، وهكذا تكون الأحرف الأخيرة في سطور الفقرة على خط رأسي واحد).والسبب وراء هذا الشكل الخارجي هو وضع علامة مميزة للقارئ بأنه يبدأ فكرة رئيسة تظل معه حتى يصل إلى النقطة الأخيرة في آخر الفقر ة. ثم يبدأ فقرة جديدة إيذانًا للقارئ بالانتقال إلى فكرة رئيسة أخرى وهكذ ا. ولكن بعض الكتاب يقعون، أحيانًا،
في خطأ تقسيم الفقرة الواحدة إلى عدة أجزاء، فتبدو كأنها عدة فقرا ت. وقد يحدث العكس، فتدمج الفقرات بعضها ببعض، بحيث يظهر الموضوع المتعدد الأفكار في شكل فقرة ذات فكرة واحدة.


حجم الفقرة :
تتراوح الفقرة بين جملة واحدة في سطر، ونصف صفحة أو خمسة عشر سط رًا، ولكن ا لحجم المثالي لها ه و: ما بين خمس ة إ لى عشرة أسط ر. إن نوع الفكرة؛ فكرة شائعة أو متخصصة، فكرة بسيطة أو معقدة، هو المعيار الذي يحدد حجم الفقر ة. فإذا كانت الفكرة بسيطة فإن الفقرة تميل إلى القصر. أما إذا كانت الفكرة معقدة وتحتاج إلى قدر كبير من العرض والمناقشة فإن الفقرة تميل إلى الطول إلى حد ما. ولكن يجب أن نتذكر القاعدة الأساس التالية: ينبغي ألا تكون الفقرة قصيرة بالقدر الذي يجعل الفكرة الأساس غير واضحة أو غير وافية. كما يجب ألا تكون الفقرة طويلة بالقدر الذي يجعل فكرتها الأساسية مضطربة ومتشابكة مع أفكار رئيسة أخرى.
وحتى تكون الفقرات مؤثرة من حيث الحجم قد يعمد الكاتب إلى المراوحة بين طول وقصر، فذلك يلائم مستويات القراءة المختلفة، وقد يعمد إلى فقرات متوسطة الحجم؛ لأنها تشعر القارئ بارتيا ح. حيث أن طول الفقرات الدائم يشعره بالملل، وأما قصرها الدائم فيشعره بأن الكاتب سطحي لم يهتم بالموضوع، ولم يتعمق فيه، بل عالجه معالجة مختصرة وبإهم

البناء الداخلي للفقرة :
تتكون الفقرة، في الغالب، من ثلاثة أنواع من الجمل:
١. الجملة الرئيسة (أو الجملة المفتاحي ة): وتكون، عادة، أول جملة في الفقرة، وقد تقع في وسط الفقرة أو نهايتها يتعرف القارئ من خلالها ما يريد الكاتب أن يقوله عن مضمون الفقرة أو هدفها أو اتجاهها، بكل دقة ووضوح.
٢. الجمل المساعدة (أو المفسرة): وهي جمل تساند الجملة الرئيسة، وتعينها في جلاء الفكرة وتطويرها.
٣. الجمل الفرعي ة (أو الداعم ة): وهي جمل توسع الجمل ا لمساعدة من خلا ل: الشرح والتوضيح، والاستدراك، والتمثيل وإيراد الأدلة.

الراوبط في الفقرة :
تتحقق قوة الترابط في أسلوب كتابة الفقرة من خلال استخدام الروابط المعنوية واللفظية والترقيم: