الا رغيف الخبز

الفقراء إن فقدوا الخبز فقدوا جسراً للحياة فهل نحرق الجسور أم نعيد بناءها.
“صاحبي هذا الذي أصبح وأمسى على وجهه الطلق، بدأت ألحظ عليه منذ فترة تغييراً في ملامحه اليومية فربما يكون قد فقد رونقه، أو لونه، أو طعمه، أو سماكته، أو مكوناته الأساسية، أو حتى طلاقة وجهه التي كانت معهودة لي... لست أدري ,لكن ما بيني وبين رغيف الخبز تلازم يومي مثلي مثل ملايين المستهلكين في الدولة، أصبحت ألمس أن هذا الرغيف يتغير بشكل يومي، فلم يعد هو ذلك الذي كنت أستهلكه منذ سنتين تقريباً، لا من حيث الوزن، ولا من حيث الطعم، ولا من حيث السماكة، ولا من حيث اللون.. الخ، وكأن صاحبي انخرط في برنامج حمية، وأصبح يتقلص من كل جوانبه”.كلمات قالها مواطن من بيت لحم يدعى عصام بعد ان اشتكى سكان بيت لحم لمخالفة بعض الافران و الممخابز للشروط الصحية و ضعف الرقابة و اقرارهم انهم يتناولون خبز و معجنات مصنوعة ببيئة غير صحية و متسخة .
ويتابع عصام سرد انطباعاته عن رغيف الخبز ويقول: “إني أستشعر أن هذا الأشعث الأغبر يمد يديه إلينا مستنجداً مستصرخاً كل مستهلكيه وكل لجان الدفاع عنه بإنقاذه من البطش، وأنا يا صاحبي لا أملك لك إلا الدعاء، فلا حرمني الله من جنبات وجهك الماضية، وجنّبك الله الضربات القاضية، وحرم الله الأعادي من جرك في الناصية، وأن تصحو على حر خديك كل العيون الساهية”.
وقامت منذ يومين اجهزة الرقابة و التفتيش في حملات مفاجئة على الافران و المخابز لتظبط حوالي ال15 فرن و مخبز فيها مخالفات متنوعة و مختلفة منها وجود حشرات و قاذورات في مكان العمل و حتى في العجينة نفسها و عدم نظافة بعض الافران من ناحية المكان و نظافة العمال الشخصية و عدم التزامهم بلباس ملائم لمهنتهم
بعض المخابز الاخرى كانت تستخدم مادة الدابوق الممنوعة صحيا بصناعة المعجنات و البعض الأخر كان يقدم الخبز على كراتين وسخة بحجة تخفيف درجة الحرارة عند ملامستها لليدين
لا يكفي انهم يتلاعبون بالمواد و الوزن و ممارسة الغش بلا يتمادون بمخالفات لابسط المباديء الصحية لذلك يجب وضع قوانين و تشريعات تعاقب المخالفين و المسيئين و المتلاعبين بقوت المواطنين و احتياجاتهم و من خلال جولتنا ية اجرينا مقابلات مع بعض المواطنين:
هشام: هذه جريمة كبيرة و مخالفة صحية بسبب الجراثيم و البكتريا التي تسبب التسمم و الاذى لنا و لاولادنا و نطالب بعقوبات قاسية على المخالفين
امين:لا ندري اين هي البلدية و لماذا غائبة منذ زمن طويل الا يكفينا الوضع السياسي و الاقتصادي لنتعرض لاذى جديد بصحتنا !!!!
يقول أحد العاملين في أفران الخبز عندما سألته عن سبب تقديمه الخبز على قطعة من الكرتون بأن الخبز عندما يخرج من الفرن يكون ساخناً جداً لذلك فهو يحمي اليدين من هذه الحرارة وإذا وضع الخبز في الكيس البلاستيكي فإنه يتلف بسبب الماء ا لذي ينتج عن البخار والذي يتكون في هذا الكيس كما ان الزبائن يرفضون الأكياس البلاستيكية لأنها مصنوعة من مواد كيميائية وعرفت ذلك عن طريق الزبائن. وعندما سألته عن مصدر هذه الكراتين فلم يجب العامل و لم ينكر انها وسخة
يؤكد احد موظفي الرقابة و التفتيش السيد عامرانه لا يسمح لأي محل بمزاولة مثل هذا النشاط إلا بعد الحصول على ترخيص مهني بعد توفر جميع الاشتراطات الصحية اللازمة لمزاولة النشاط ووجود شهادات صحية لدى العاملين تفيد خلوهم من الأمراض، ويوجد هناك برنامج لدى كل بلدية لمتابعة هذه المحلات، وفي حالة وجود أي مخالفة والتي من ضمنها تقديم الخبز للزبائن في كراتين تتم مجازاة صاحب المحل وفقاً للأنظمة والتعليمات البلدي
و عندما سالناه عن العدد الكبير للمخالفات قال ان السبب نقص في كادر المتابع و التفتيش و هي مخالفات و تجاوزات لا يسمح بها و المديرية بصدد اصدار عقوبات قاسية وأن التفتيش يتم على المخابز بالآلية ذاتها التي يتم بها التفتيش على المنشآت الغذائية الأخرى، والتي ترتكز على البيئة الخارجية للمنشآت الغذائية، والتصميم والبناء، التهوية، وتصريف النفايات، والمرافق الصحية، وتنظيف المعدات وتعقيمها، والماء والثلج والبخار، تصميم المعدات، وصيانة المعدات ومعايرتها، والمتطلبات الصحية للعاملين، والتدريب الصحي للعمال، النظافة الشخصية، وضبط الأمراض السارية والجروح، ومكافحة الحشرات والقوارض، والنقل والتخزين، واستدعاء وسحب المواد الغذائية.