إسرائيل ترسم بالدم على وجوه أطفال فلسطين

لم تعتقد عائلة فايد التي تسكن في بيت غير مكتمل في شرق معسكر البريج الفلسطيني الواقع بوسط قطاع غزة لو للحظة أن ما حدث للعائلة بأسرها من فعل احد مسجل كانسان في سجلات البشرية لأنها لم تتخيل حجم الحقد الصهيوني ودرجته التي وصل إليها بقصفها بيوت المدنيين الآمنين بطائرات الحرب المدمرة إلا أن الشهيد القائد أيمن أدرك للحظة أن الغدر والحقد لن يفارق قادة هذه الدولة العنصرية فطلب قبل فترة ليست بالكافية لان تنزل العائلة إلى الطابق السفلى عندما سمع حركة الطيران الحربي الإسرائيلي فى الأجواء القريبة، فلم تتمكن العائلة المنكوبة من ا لتحرك حتى فاجأها صاروخ الطائرة الحربية وقلب المبنى إلى كومة من الدمار و الخراب. لم يعرف احد من العائلة المذكورة ماذا حدث للآخرين ولم يعرف من تبقى من العائلة أحياء، من منهم استشهد ومن منهم رسمت طائرات الحرب بالدم على جسده ما لم يتوقعه بشر على وجه الخليقة ولم يعرف الأحياء أنهم بقوا أحياء إلا بعد حين، ولم يعرف الجيران أن أحدا من أفراد العائلة بقى على قيد الحياة. لقد اهتز المخيم وارتعب الأطفال والشيوخ وهرع الشباب إلى الشوارع ليعرفوا ماذا حدث في مخيمهم فلم يصدق احد أن بيت أيمن فايد كان واقفا قبل دقائق من القصف وكأنه قد تحول إلى ركام منذ زمن، بدأ الجميع بالبحث عن أحياء لم يجدوا إلا أجسادا طاهرة ارتقت أرواحها إلى العلى، استشهد الأب والزوجة والابنة بسمة البالغة 13 عاما فقد وجد رأسها في مكان وجسدها في مكان آخر وأيوب الصغير كان وجهه غارق في الركام ، أما على ابن التاسعة عشرة فقد بدا وكأنه يبتسم للشهادة، لم يتوقف المشهد عند هذا الحال فقد ارتقى ثلاثة آخرون من نفس المخيم.

إن استخدام إسرائيل لطائراتها ودباباتها الحربية مقابل مدنيين آمنين في بيوتهم بهذا الشكل فاق كل التصورات وفاق كل توقعات مراقبي انتهاكات حقوق الإنسان بالعالم وفاق توقعات كل مجرمي الحروب السابقين، فقبل عائلة فايد كانت عائلة فياض بمنطقة القرارة بخان يونس و قبلها كان العديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي نالت فيها إسرائيل من أطفال فلسطينيين ومدنيين آمنين شيوخ ونساء وعجزة.

لم تكن صواريخ المقاومة تفعل بسيديروت والمغتصبات الاخري ما فعلة الاحتلال بأهل غزة والضفة ولم تكن صواريخ المقاومة محمولة بالطائرات ولا مقصوفة بالدبابات لكنها الحرب يجب أن نفهمها هكذا ويجب أن نعرف أن إسرائيل بالفعل بدأت حربها بهذا الشكل وقد يستمر هذا الحال وقتا ما وقد تتمادى إسرائيل في استخدامها آلتها الحربية لتصل إلى تدمير أحياء كاملة بالقطاع وارتكاب المجازر دون ادني اعتبار لحقوق الإنسان ولا آدميته.

لقد أرادت إسرائيل أن ترسم بالدم على وجوه وأجساد أطفال فلسطين لوحات تسر شعب إسرائيل وترضى أهل "سديروت" وتشبع رغبتهم في الانتقام، فهذه الطفلة الفلسطينية التي وصلت إلى المستشفى وتناقلت صورتها كافة وكالات الأنباء كان وجهها لوحة تظهر الحقد الصهيوني فقد أصيبت على بعد عشرات الأمتار من أثار القصف وغيرها العديدين من سكان غزة بخلاف الأجساد التي وصلت أشلاء إلى المستشفى. لا اعتقد أن تصل تكنولوجيا الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع درجة من التطور لتفعل ما تفعله صواريخ الطائرات الإسرائيلية وللأسف لا نجد إلا إدانه للفلسطينيين، أنهم بالفعل يدافعون عن ما تبقى من كرامة عربية اغتصبها الاحتلال الصهيوني، نعم لا يوجد توازن للرعب هذه المرة ولكن بالتأكيد سيحدث إن استمرت إسرائيل في غيها وحربها ألا محدودة ضد الفلسطينيين واستباحة حرمات بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم وكنائسهم. لقد بات الحل بيد إسرائيل نفسها وبات على إسرائيل أن تعلن علانية بأنها لن ولم تقبل بصنع أي سلام مع الفلسطينيين ولن تستمر في خداع الرأي العام العالمي في إجراء مفاوضات غير جدية مع الفلسطينيين وعلى إسرائيل إن تؤكد أنس جميع ممارساتها الاستيطانية والحربية والتهويدية والاعتقالات اليومية على حواجز الضفة المحتلة ما هي إلا إحباط لكل خطط السلام الرامية لإنهاء الصراع الطويل بين الشعبين.

إن ما نخشاه بالفعل أن تقدم إسرائيل على ارتكاب حماقة عسكرية كبيرة بعملية عسكرية واسعة بقطاع غزة لإنهاء المقاومة الفلسطينية وبالتالي الحد من الصواريخ المتجه إلى إسرائيل حسب اعتقادها وهذا سيدخل المنطقة كلها في فوضى أمنية وتوقع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وقد تعيد القضية الفلسطينية للمربع الأول دون مجرد التفكير في الجانب الآخر من المعادلة التي يمكن أن تنهى كل أنواع المواجهة وهو قبول إسرائيل الحقيقي بسلام عادل تتنازل عبرة عن الحقوق الفلسطينية المغتصبة وتقر بشرعية الوطن الفلسطيني وحريته وتحل قيود حصاره وتعترف بكافة ما صدر من قرارات عن الهيئات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وتعمل على تنفيذها، وتقبل بالمبادرة العربية للسلام عندها سيتوقف سقوط صواريخ ذات تأثير محدود على حدود إسرائيل وستنهى كل حالات العداء بين الطرفين بأقل التكاليف البشرية والمادية وتتاح الفرصة لشعوب المنطقة البدء في إجراءات للنمو والتطور الاقتصادي

يعني اشي جد بدل على استخدام الاحتلال الصهيوني لمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" دون أن يكترث بالمدنيين و الجوانب الأخرى

يا رامز لا تعلق باللهجة العامية إنما بلغة عربية فصيحة